مايا الحزوري: الرسائل المزدوجة
من أخطر ما يمكن أن يحدث في أية علاقة إنسانية هو استقبال رسائل نفسية مزدوجة من الطرف الآخر، بمعنى أن كلامه يقول: أحبك، لكن تصرفاته تقول: لا أرغب بك أو بوجودك، وتزداد الخطورة أكثر وأكثر لو كانت الرسالتين في نفس التوقيت، ومزمنة.
تسمّى هذه الرسائل المتناقضة ب ال Double Messages، وثبت علمياً أّنها لو وصلت للأطفال الصغار لفترة معينة من الزمن، فإنها قد تفجرعندهم ليس فقط الإكتآب والقلق بل أيضاً الفصام، وهو من أصعب الأمراض النفسيْة على الإطلاق.
بادر الى تعلّم الطرق الوقائية والدفاعيّة التي تجنّبك التداعيات النفسيّة الناتجة عن الرسائل المتناقضة التي تتعرّض لها يومياً من محيطك.
مايا الحزوري: كيف يصبح الطفل مسؤول ؟
يحتاج الطفل إلى اكتشاف وتنمية مهاراته المتنوعة من خلال " اختبار" مهمّات يومية تبدأ بالمهمات البيتيّة لتتوسّع لاحقاً على مستوى المدرسة والمجتمع وغيرها...اختبارات تنقله الى عالم النجاح، عبر ارتكاب الأخطاء، وقبول عواقب أفعاله، وتنمية ثقته بنفسه واكتساب الثقة، لتجعل منه "مسؤول أو قادر على تحمّل مسؤولية".
عندما تريد تمكين طفلك، فإن الخطوة الأولى هي أن تكون قائدًا جيداً:
un chef d’orchestre
يرشد، يوفّر الفرص، يسمح ويقبل بالأخطاء عند حدوثها، مدرك أن ليس كلّ شيء سيتمّ على أكمل وجه أقلّه في مرحلة التدريب، يوضح بالإيماءات والكلمات والصور من أجل تسهيل فهم الطلب؛ يتحلى بالصبر والتسامح مع الطفل (ومع نفسه)، يحدد أطر العمل ويرسم القواعد والحدود بصورة واضحة وثابتة ومتماسكة
ماذا عن الإرشادات؟
- عندما تعطي لطفلك وظيفة يقوم بها، اشرحها بعبارات بسيط ومحددة، إبدأ معه بجعله مسؤولاً عن جزء صغير من المهمة.
- إذا كانت فترة انتباه طفلك لا تزال قصيرة، يمكنك البدء في تعليمه القيام بالأعمال الأساسية قبل مشروع لعب. كن ودودًا وحقيقيًا وصادقاً معه، واعترف أنك تفضل المرح أيضًا. أظهر له أنك لست متسلطًا، ثق وتوقع منه أن يتصرف بمسؤولية، بنفس الطريقة التي تتصرف بها أنت. من الطرق الأساسية لشرح ذلك لطفلك استخدام قاعدة " حين/ عندما" بدلاً من" إذا" الشرطية. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول، "عندما ننجز... يمكننا أن..."
- وضح لطفلك أنه يجب عليه اتباع قواعد معينة، ولكن اشرحها بطريقة إيجابية، دون تهديدات أو إنذارات.
- أظهر لطفلك ماهية المسؤولية من خلال اهتمامك الجيد بأشياءك ومساحتك الخاصة. اشرح سبب قيامك بذلك أيضًا، حتى يتعلم طفلك سبب أهمية أن تكون مسؤولاً. على سبيل المثال، "سأضع مفاتيح سيارتي في المكان المناسب، حتى أتمكن من العثور عليها مرة أخرى بسهولة في المرة القادمة التي نخرج فيها".
- ركز على الجهد الذي يبذله، لا تسخّف من محاولته وتتولى زمام الأمور، قد يقلل ذلك من ثقته بنفسه ويقلل من رغبته في المساعدة. بدلاً من ذلك، حاول تقسيم المهمة إلى أجزاء يمكن التحكم فيها. يمكنك مساعدته في أي أجزاء صعبة، سيعطيه هذا شعورًا رائعًا بالإنجاز والتعاون، وسيكون سعيدًا بالمحاولة مرة أخرى في المرة القادمة.
صِغ اقتراحاتك بطريقة لطيفة ومشجعة: "أحسنت للعمل بجهد ... أنت تقوم بعمل رائع. لماذا لا تحاول اعتماد هذه الطريقة بدلاً من ذلك؟"
-أظهر لطفلك أن جهوده مهمة ومقدَّرة على الرغم من محدوديّتها.
مايا الحزوري
معالجة نفسية